فوائد الشام فى تذكرة داوود

شام نبت حجازي في الأصل و قد استنبت الآن ببيت المقدس و العراق و مصر موضع الباسان لكن لم ينجب و هو نبات يمد أولا كشجر العنب ثم يرتفع حتى يكون في عظم الفرصاد و أوراقه كالصعتر ذات رطوبة غروية و حلاوة و له زهر أصفر يخلف حبا أحمر أشبه ما يكون بالكبابة تفه دهني و عوده أخضر قابض عطري و منه ما حبه كالصنوبر لين و منه مستدير كالفلفل و عود هذا أخشن محبب رزين إلى سواد و كله حار في الثانية يابس في الأولى إذا قطع منه شيء خرجت دمعته بيضاء ثم تحمر و هذه أجود أجزائه تجلو البياض و تشد الأسنان و تجفف القروح العسرة و تحبس النزف و الدمعة و العرق مع أنها تدر الحيض و إذا احتملت فرزجة نقت و شدت و حللت الريح و بعد الحيض تعين على الحمل مع الزعفران و أهل مصر يستعملونها الآن موضع دهن البلسان و لبس بينهما نسبة و أما حب هذه الشجرة فعند العطارين الآن هو حب البلسان يقوي المعدة و يهضم و لكنه يمغص و يكرب و يوقع الأمراض الرديئة خصوصا دهنه فليجتنب و باقي أجزاء الشجرة تشد البدن و تقوي العصب و تذهب البهر و تسود الشعر و تطوله تطولا و ضمادا و قد تواتر إن حملها في اليد يسهل قضاء الحوائج و يورث القبول و ما قيل أنها عصى موسى أو اليسر فغير صحيح كما ستراه