بقر معروف أجوده الذهبي فالأصفر و أردؤه الأسود الغزير الشعر و هو حار يابس في الثانية بالنسبة إلى النبات و المعادن بالنسبة إلى اللحوم بارد في الثانية يابس في الثالثة و ما لم يجاوز السنة منه ملحق (بالضان) أو هو خير من (ضان) جاوز خمس سنين و هو و الجاموس واحد و قيل الجاموس أيبس منه و أغلظ لحمه ألذ لحوم المواشي بعد الضان و أكثرها تقوية للبدن و قطعا للمواد الرقيقة و إملاء للعروق و تخصيبا إذا انهضم و يصلح لأصحاب الكد و الرياضة و الفتوق و الدمويين و زمن الربيع و المداومة عليه و يضر أصحاب المفاصل و النسا ضررا بينا و ربما قطع الحيض و الولادة قبل وقتها و أحدث الحكة و الجرب و موت الفحاة بالسدد و البخار النتن و النصارى إنما تستعمله لاستعانتهم بالخمر عليه لأنها تهضمه و تبقي قوته و لا يجوز لمن يشربها استعماله و الخل و إن أصلحه فهو يساعد على توليد السوداء و أجوده ما طبخ بلا ماء بالخل و العسل و أن يهري و يكائر معه من قشر البطيخ و عود التين و القلى و الدار صيني و يتبع بالسكنجبين و أنواع الحلو ما خلا النمر و شحمه مجرب للسعال و ضعف الكلى و قروح القصبة الهوائية و المعدة و حرقة البول شربا و الخنازير و القروح و الجروح و البواسير طلاء و في المراهم و هو أجود من شحم الخنزير في سائر أحواله خصوصا المأخوذ من الكلي و مرارته تشفي سائر القروح طلاء و تبرئ الآثار بالنطرون و أهل مصر يشربونها للحكة و الحب الفارسي و ليس بعيد لكن ينبغي أن تشرب بالعسل و الاكتحال بها يجلو البياض و يفتح صمم الأذن قطورا خصوصا مع السداب و الزيت و أحشاؤه تقطع الرعاف و تحلل الأورام حيث كانت و تبرئ الاستسقاء بالخل و الزيت إذا واظب عليه و كذا أوجاع الظهر و المفاصل و النقرس و المعدة بلا خل و رماد رقنه و ظلفه يجلو الأسنان و يقطع الدم و الإسهال الصفراوي شربا و القروح طلاء و أما ذكره و قرنه فقد كان نفعهما في تهييج الباه أن يبلغ التواتر شربا خصوصا مع البيض النميمرشت و سائر أجزائه خصوصا قرنه و أحشاؤه تطرد الهوام بخورا و أحشاؤه السموم و النهوش و إسقاط الأجنة طلاء و بخورا و مخ ساقه ينفع من الشقيقة و الشقاق و البواسير طلاء و رماد عظامه يمنع سعي الأكلة و بوله يجلو الكلف و بالخل ينفع من وجع الأسنان و إن زيد على ذلك الحرمل و طبخ و غسل به أبرأ من الخدر مجرب و إذا لف في جلده حال سلخه من ضرب السياط سكن ألمها و دمه الحار يورث الخناق و السبات شربا و لم يقتل و إذا خلط بدم الحيض و سخن و طلى به النقرس و وجع المفاصل سكنه مجرب و إذا عمل من قرنه الأيسر خاتم و لبس في اليد اليسرى نفع من الصرع و أم الصبيان و كثيرا ما تستعمله السودان لذلك و إذا هرس لحمه و غمر بدمه في قارورة و سدت في التعفين أربعين يوما تحولت دودا فإذا أكل بعضه بعضا حتى تبقى واحدة كانت من الذخائر الفعالة بنفسها